الأمين العام الدكتور (مثنى الضاري): عمليات التضييق التي واجهتها هيئة علماء المسلمين في العراق لم تمنعها من مواصلة دورها في مختلف المجالات

 

الهيئة نت ـ عمّان| استضافت قناة الرافدين الفضائية الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور (مثنى حارث الضاري) في الجزء الرابع من الأمسية الرمضانية ضمن برنامج (لقاء خاص)، التي بُثّت مساء يوم الجمعة الحادي والثلاثين من شهر أيار/مايو2019؛ للحديث عن ملفات تعنى بالشأن العراقي.

وتناول اللقاء ظروف تشكيل المؤسسات الدينية في العراق بعد سنة 2003، وقال الدكتور الضاري في هذا الشأن: إن المشهد الديني في البلاد اضطرب اضطرابًا كبيرًا بعد الاحتلال بعدّة سنوات، شأنه كبقية المشاهد الأخرى على الصعد الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الجهات الشرعية والحركات السياسية اتسمت في الغالب بالتذبذب وعدم الاستقرار.

وبيّن الدكتور (مثنى الضاري) أن المجتمع العراقي بحاجة للتنوع في المجالات العلمية والتوعوية والثقافية، لكن العديد من الهيئات والروابط والمسميات الدينية لا تعمل في مجالات الدعوة والتربية والإصلاح، بقدر ما تغذي آراؤها السياسية الصراع والشقاق، مؤكدًا أن الهيئات والروابط الدينية المتصلة بأحزاب النظام السياسي القائم في العراق؛ لا تتمتع بالاستقلالية، وأنها لم تولد نتيجة حاجة مجتمعية؛ بل لغرض تعزيز اتجاهات ومقاصد سياسية؛ وأن مَن وُلد منها في ضوء حاجة تطلّبها المجتمع؛ تم تأطيره بإطار معيّن لاحقًا.

ووصف الأمين العام واقع المشهد الديني العراقي في ظل الاحتلال والعملية السياسية، قائلاً: إن الأحزاب السياسية تتخذ رأيًا سياسيًا، ثم تريد من الهيئات الدينية تأييدها بالأدلة الشرعية، مما تسبب بظهور شخصيات تنكرت للثوابت الشرعية واصطفت مع أعداء البلد لتحقيق أهداف ومصالح خاصة.

جهود هيئة علماء المسلمين

وفي سياق الحديث عن المؤسسات الشرعية؛ بيّن الدكتور (مثنى الضاري) أن عمليات التضييق التي واجهتها هيئة علماء المسلمين في العراق، والاستهداف المباشر لأعضائها وإصدار مذكرات الاعتقال بحقهم؛ لم تمنعها من مواصلة دورها في مختلف المجالات، وفق ثوابتها الشرعية والوطنية، مبينًا أن الهيئة واكبت جميع المآسي التي ضربت العراق، واستمرت بالعمل في مختلف المجالات: الإغاثية والحقوقية والاجتماعية وغيرها؛ مما جعل لدورها والأنشطة التي تمارسها تقبّلاً شعبيًا ومجتمعيًا كبيرًا.

وأضاف الأمين العام أن هيئة علماء المسلمين ومنذ تأسيسها جعلت لها أهدافًا عديدة بعد هدفها الرئيس ـ إزالة الاحتلال وآثاره ومخرجاته ـ فنشطت في المجال العلمي، والإنساني، والثقافي، والسياسي، فضلًا عن المجال الإغاثي التي لها فيه تأريخ عريق وجهود جبّارة يقدّمها القسم الإغاثي فيها.

وأشار الدكتور الضاري إلى أن نشاطات هيئة علماء المسلمين مستمرة ولن تتوقف ـ بإذن الله ـ قدر المستطاع؛ لاسيما وأن جسم الهيئة الأكبر يعمل في داخل العراق تحت لافتات وواجهات أخرى تفاديًا للظروف الأمنية، معربًا عن شكره وتقديره لجميع العاملين فيها من كل أقسامها في الداخل والخارج.

ملف النازحين

واهتم اللقاء بتسليط الضوء على قضية النازحين في العراق، وقال الأمين العام: إن الكثير من العراقيين النازحين ما زالوا يعانون الأمرّين وسط تجاهل مقصود من الحكومة والسياسيين ـ و(السنّة) منهم على وجه الخصوص ـ مؤكدًا أن التقارير التي ترد إلى القسم الإغاثي وقسم حقوق الإنسان في الهيئة عن أحوال النازحين؛ يندى لها جبين الإنسانية.

ووصف الأمين العام حالة الإبقاء عدد من المناطق العراقية منكوبة وفي حالة عدم استقرار؛ بأنها نتاج مشروع وسياسات تقف وراءها أجندات وإرادات داخلية وخارجية ذات أهداف متعددة، لافتًا إلى وجود توافق دولي على إبقاء العراق على ما هو عليه بوجود الاحتلالين الأمريكي والإيراني.

واختتم الدكتور الضاري حديثه ببيان أهمية الحراك الشعبي في العراق وفي غيره من دول المنطقة، لكونه حاجة إنسانية ضرورية ومطلوبة في كل وقت، ناصحًا الناشطين والمهتمين في هذا الشأن بالابتعاد عن التأثيرات الخارجية ـ الدولية والإقليمية ـ لكي يحقق حراكهم أهدافه المشروعة.

وللاطلاع على التفاصيل الكاملة للقاء، يرجى مشاهدة التسجيل الآتي:

 

 

الهيئة نت

ج