الهيئة نت ـ عمّان| أكّد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور (مثنى حارث الضاري) أن اتهام الهيئة بإصدار فتاوى لمنع الالتحاق بالجيش والشرطة؛ فِرية لا تقوم على دليل؛ وهي محاولة لتبرير الفشل السياسي للمشاركين في العملية السياسية.
وقال الأمين العام في الجزء الثالث من الأمسية الرمضانية التي يستضيفه فيها برنامج (لقاء خاص) على قناة الرافدين الفضائية، الذي يتناول الشأن العراقي، تأريخًا وواقعًا؛ إن علماء العراق في الداخل والخارج تحرّكوا وتشاوروا وعقدوا لقاءات عديدة، منذ منتصف سنة 2002م، للتباحث والخروج بموقف من غزو واحتلال البلاد، وكان لهم رأي موحد بشأنه، من حيث رفضه ووجوب مقاومته، لافتًا إلى أن بيانات وفتاوى مشهورة وصريحة صدرت في هذا الشأن.
وأضاف الدكتور الضاري أن مشاورات العلماء أثمرت عن تأسيس (رابطة العلماء العراقيين في الخارج) التي حرصت على بيان الموقف الشرعي من الاحتلال ـ بغض النظر عن الموقف من السلطة في البلاد قبل 2003 ـ والعمل على التواصل مع أبناء العراق في الداخل، لافتًا إلى أن هيئة علماء المسلمين تُعدّ امتدادًا لتلك الرابطة.
اتهامات وافتراءات
وبشأن الاتهامات التي توجّه إلى هيئة علماء المسلمين؛ أكّد الدكتور (مثنى الضاري) أن الهيئة لم تُصدر أي فتوى تُحرّم الالتحاق بالجيش والشرطة، بل التزمت الصمت بشأن الانضمام لهما تجنبًا لبنائهما على أساس طائفي، متسائلاً: إن الهيئة أفتت بحرمة التعامل مع قوات الاحتلال الأمريكي أو التجارة معه، وبمقاطعة بضائع دول الاحتلال، وبحرمة الاتفاقية الأمنية وقانون النفط والغاز؛ فلماذا لم يلتزم بذلك متهمو الهيئة، ويدّعون أنهم تأثروا بفتوى منع الانتساب للجيش والشرطة التي لا وجود لها؟!
وبيّن الأمين العام؛ أن الضباّط السنّة الذين دخلوا في أجهزة الجيش والشرطة بعد سنة 2003؛ كان مصيرهم بين الاغتيال والإقالة؛ فضلًا عن أن مجموعة الأحزاب والشخصيات التي جاءت مع الاحتلال إلى العراق كانت مُشبعة بفكرة أن أهل السنّة هم أقلية في البلاد.
وأكّد الدكتور الضاري أن كل من أتهم هيئة علماء المسلمين بإصدار فتوى بمنع الدخول في الجيش والشرطة، من المشاركين في العملية السياسية ومن تبعهم؛ عجزوا جميعًا عن إثباتها أو الإتيان بدليل عليها أو إظهار نصّها، مضيفًا أن الأمين العام الراحل الشيخ حارث الضاري ـ رحمه الله ـ أكّد مرارًا أن الهيئة لم تُصدر أي فتوى تتعلق بحرمة العمل السياسي أو حرمة الدخول في الجيش والشرطة، وأن كل ما يُقال في ذلك هو محض كذبة أطلقها البعض وصدّقها الناس بدون تحقيق ولا تمحيص.
الإرهاب
وردًا على سؤال البرنامج المتعلق بموقف هيئة علماء المسلمين في العراق من (الإرهاب)؛ قال الأمين العام؛ إنّ من مبادئ الهيئة أن كل عمل مسلح استهدف قوّات الاحتلال الأمريكي؛ هو مقاومـة، وما عداه فهو إرهاب، لكنّ بعض السياسيين (السنّة) حاولوا تشويه صورة الهيئة وربطها بجهات تصفها بـ(الإرهابية)، لغايات وأهداف عديدة.

ولفت الدكتور الضاري إلى أن أغلب أولئك السياسيين يعرفون حقًا أنه لا صلة بين هيئة علماء المسلمين مع ما يُسمّى (الإرهاب)، وأن القوى السياسية في العراق ترفض أن تُحدّد تعريفًا واضحًا لمصطلح (الإرهاب) من أجل توظيفه سياسيًا.
واختتم الدكتور (مثنى الضاري) حديثه في هذا الملف بالقول: إن مزاعم بعض القوى السياسية (السنّية) بأنها استشارت فصائل المقاومة قبل الدخول في العملية السياسية؛ غير صحيحة، مؤكدًا أن تلك القوى تعاني من تناقض فكري وتناقض سلوكي في التعامل مع المشهد العراقي.
ويوثّق الدكتور (مثنى حارث الضاري) مرحلة مهمة من تأريخ العراق في سلسلة من الأمسيات الرمضانية ضمن برنامج (لقاء خاص) على قناة الرافدين الفضائية، تتناول ملفات عديدة، وتكشف عن حقائق مغيّبة، وستختتم هذه السلسلة يوم الجمعة المقبل الحادي والثلاثين من شهر أيار/ مايو 2019م بمشيئة الله.
الهيئة نت
ج